الأردن يلوم عباس على اللقاء المتهور مع غانتس

!لقاء عباس غانتس .. ما هي قطبة عباس المخفية؟!؟

الظاهر أن كثر غاضبون أو غير راضين على أقل تقدير من لقاء عباس غانتس، فلا الأردن الشريك الدائم والداعم الرئ للقضية الفلسطينية راض ولا الداخل الفلسطيني وبالضرورة مصر بعيدة عن التنسيق

فلسطينيا ليس لعباس من يبكي عليه فحتى حركة فتح التي ينتمي لها الرئيس الفلسطيني، إذ وصف قادتها اللقاء بأنه ازدراء آخر للهوية الوطنية للفلسطينيين وخطأ سياسي كبير تم في وقت حرج

أردنيا، أكدت مصادر أردنية مطلعة، أن المملكة لم تعلم عن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، إلا من الإعلام بعد وقت من انتهائه

ويتساءل مطبخ صنع القرار في الأردن، كما جميع الدول المعنية بالملف الفلسطيني، عن الهدف من اللقاء، وهل ذهب عباس لغانتس حاملا معه مشروعا ومبادرات أم أنه تسلّح بتحذيرات من أن الداخل الفلسطيني على وشك الانفجار وأنه لا بد من تحريك عجلة المفاوضات، وهذا السيناريو أكده العديد من المحللين

تماما كما ينظر الأردن إلى خطوة عباس بريبة بالضرورة تغمز القاهرة بذات الاتجاه، إذ ما نفع التنسيق والقمم الثلاثية ولقاءات المتابعة لوزراء الخارجية وعباس يعزف منفردا على عود غانتس

“مغامرة الصورة”

مما لا شك فيه أن هذا اللقاء يعد بمثابة “مغامرة الصورة” بمعنى أن صورة عباس بفعل الزيارة تعرضت لانتقادات شديدة وانقساما فتحاويا والسبب أن الطرف الذي زاره عباس يعتبر مجرم حرب في نظر الفلسطينيين، وشعبية عباس لا تحتاج لمزيد من العبث، حيث أظهرت استطلاعات أن 70 في المائة من الفلسطينيين لا يرغبون به رئيسا

صورة عباس بفعل الزيارة تعرضت لانتقادات شديدة وانقساما فتحاويا

بالنظر إلى الطرف الآخر، نجد أن اليمين الإسرائيلي لا يقف على أرض ثابتة ومن المستحيل أن يقدم لعباس أي تنازل يعتبره إنجازا في هذا الوقت، لكن الاحتلال دوما يفتح صدره لقبول الهدايا

ويرى محللون أن محمود عباس منزعج من الجمود السياسي في فلسطين، وهذا يؤشر على أنه ماضٍ في الانتقال من استراتيجية العزلة التي تبناها خلال ولاية دونالد ترامب إلى استراتيجية الاشتباك مع قدوم جو بايدن

وتساءلوا عن الأسباب التي تدفع محمود عباس للقلق في هذه المرحلة، وهل هو يتعلق بحالة السكون التي تعيشها القضية الفلسطينية؟، أم يأتي للتطورات المتسارعة في الداخل الفتحاوي وعلى ساحة حماس؟، أم أنه بسبب الحديث المتزايد عن خليفته؟

الأردن مُغيّب

المصادر أكدت أن الأردن لم يوضع بصورة لقاء عباس وغانتس لا من قريب ولا من بعيد، كما لم تُبلّغ عمّان بما جرى خلال اللقاء، وترى أن كل ما خرج في وسائل الإعلام لا يوضح حقيقة مجريات اللقاء

الأردن لم يوضع بصورة لقاء عباس وغانتس لا من قريب ولا من بعيد

ووفق المعلومات، فإن الأردن وجه رسالة لوم غير رسمية للسلطة الفلسطينية بشأن الزيارة، لكن السلطة ردت بالقول إن رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت، زار عمان مرتين، الأولى سرية والثانية علنية، ولم يتم إطلاع السلطة عليهما وكأنها معاملة بالمثل

وتساءل مراقبون عن قيمة لقاء وزراء خارجية الأردن وفلسطين ومصر في القاهرة، إن كان عباس يريد السير بطريق مختلفة عن التفاهمات السابقة، ولماذا لم يعلن رئيس الوزراء الفلسطيني ماجد فرج موقفه من هذه المعادلة حتى الآن؟

وبالنظر إلى خطوة عباس المفاجئة، بيرز السؤال عن سياسة إخفاء المعلومات وما هي فائدة الحديث الخاص، وهل يشك الفلسطينيون بنوايا الأردن، والعكس؟

في الغالب أن القاهرة وواشنطن لم توضعا بصورة لقاء عباس وغانتس، كما أن أيا من المتابعين للشأن الفلسطيني لا يعرف إن كان اللقاء نجح أم فشل

ودعا المحللون الأردن إلى الانتباه لسلوك عباس في هذه الفترة الحساسة، مشددين على أن التنسيق بين الأطراف المعنية بالملف الفلسطيني مهم جدا لمصلحة الجميع

حتى نشر هذه الورقة لم يرشح معلومات عن خطوات جديدة تحقق زحزحة في الملف الفلسطيني، ويبقى السؤال هل لدى عباس قطبة مخفية لا تعلم عنها عمان والقاهرة؟

منقول من صحيفة “أخبار الأردن” الإلكترونية