غنيمات يكتب: لمن يضعون علامات الاستفهام والتشكيك
لطالما كان الأردن يدافع بشجاعة عن فلسطين وأهلها، في مواجهة محاولات زعزعة موقفه من قبل تلك الجهات التي تسعى إلى نشر الفتنة والانشقاق والفرقة في المجتمع الأردني من خلال منح صكوك الغفران. دعونا نتفق أن المرحلة التي يمر بها الأردن حرجة، حيث يخوض صراعاً وجودياً وصراع بقاء، تزداد خطورة مع هذه المحاولات الهادفة إلى إضعاف الجبهة الداخلية، وتفتيت النسيج الاجتماعي، والتأثير على مواقف المواطنين المؤمنين بدور الأردن وقيادته.
المعركة التي يخوضها الأردن على الصعيد الدبلوماسي والسياسي، بقيادة جلالة الملك ووزارة الخارجية، ليست مجرد موقف ثابت بل استراتيجية متصاعدة، تتسم بالحكمة والحنكة. فقد عمل الأردن على مدى سنوات طويلة على اتخاذ خطوات قانونية للتصدي لمحاولات إسرائيل فرض واقع جديد في الأراضي الفلسطينية. ورغم هذه الجهود، تستمر بعض الأصوات المشككة في محاولة النيل من موقف الأردن، في وقت يحتاج فيه البلد إلى وحدة صف وكلمة حكيمة.
إن التحدي الذي يواجه الأردن لا يقتصر فقط على إسرائيل، الدولة المحتلة التي تمارس أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، بل يمتد إلى التدخلات الإيرانية التي تحاول اختراق الأردن بوسائل متعددة، سواء من خلال تهريب المخدرات أو السلاح أو عبر اختراق اجواء المملكة في محاولة للتأثير على الرأي العام الأردني. ومن هنا، تأتي الحاجة إلى صوت العقل والحكمة في المجتمع. اذ ربما هناك من يؤيد إيران، وهذا حقهم الشخصي، ولكن ليس من حقهم أن يشككوا في مواقف الأردن الوطنية. فالمطلوب اليوم من الجميع، سواء كانوا مؤيدين أو معارضين، أن يكونوا في صف الوطن، لا ضده. يجب أن نكون واعين للخطر الذي يحيط بالمنطقة، والمؤامرات التي تحاك لإعادة رسم خريطة الإقليم. علينا أن نتصدى لهذه المحاولات بوعي وتماسك حتى لا نكون سببا في ايذاء الأردن من دون قصد، او عاملا رئيسيا في دفن القضية الفلسطينية وإنهائها كواحدة من نتائج الحروب الحالية. ختاماً، يتطلب الموقف اليوم من الجميع التزاماً بالمسؤولية الوطنية، ودعماً لموقف الأردن الراسخ، وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات التي تهدد استقرار المنطقة، واستمرار دعم القضية الفلسطينية في وجه كل المؤامرات.