القدس والضفة الغربية بعد 7 أكتوبر
في أعقاب يوم 7 أكتوبر/تشرين األول، وهو اليوم المحفور في الذاكرة بسبب التحول الصارخ الذي شهدته األحداث،
تركزت األضواء العالمية بشكل ثابت على غزة. ومع ذلك، وبعيداً عن الدخان والحطام، تتكشف قصة أقل وضوحاً ولكنها
مؤثرة بنفس القدر في القدس والضفة الغربية. إنها قصة الحياة اليومية التي تعطلت، واألماكن المقدسة المقيدة،
والمجتمعات التي وقعت في مرمى نيران الصراع الذي ال يزال يشكل مصيرها.
القدس، المدينة التي يقدسها الكثيرون، وجدت شوارعها مظللة بوجود المتاريس ونقاط التفتيش. وقد تم اختناق الممر الذي
كان سل ًسا في السابق إلى أماكن العبادة بسبب بروتوكوالت أمنية صارمة، مما ترك المؤمنين يمارسون شعائرهم وسط
جو من الحصار والريبة. وتشهد الضفة الغربية، بتاللها وبساتين الزيتون، تصعي ًدا لألعمال العدائية، حيث غالبًا ما تطغى
أصداء إطالق النار على األذان.
هذه الرواية، رغم أنها أقل تأري ًخا، تحمل ثقل تاريخ ال يزال يُكتب. إنه يتحدث عن صمود الشعب الفلسطيني، الذي يتنقل
في مشهد مليء بالتحديات، بد ًءا من هدم منازلهم وحتى عدم اليقين بشأن مستقبلهم. إنها شهادة على روحهم الدائمة، حيث
يتمسكون باألمل ويسعون إلى استعادة الشعور بالحياة الطبيعية في مواجهة الشدائد.
بينما تظل عيون العالم مركزة على غزة، فإن القصص من القدس والضفة الغربية تتطلب أن يتم االستماع إليها. إنها
قصص الخسارة والشوق، والنضال والقوة، لشعب يجب أن يُسمع صوته. إنها قصص الخسارة والشوق، والنضال والقوة،
لشعب يرفض صوته أن يسكت بسبب هدير الصراع أو صمت غفلة العالم. هذه الروايات، المنسوجة من خالل الحياة
اليومية للفلسطينيين في القدس والضفة الغربية، مشبعة بالمرونة والتصميم اللذين ميزا تاريخهم لفترة طويلة.
في القدس، ينبض قلب هذه الرواية وسط الحجارة القديمة والممرات المقدسة، حيث لم تعيق القيود المفروضة على
الحركة الممارسات الدينية فحسب، بل أعاقت أي ًضا أعمال الحياة اليومية البسيطة. تعمل نقاط التفتيش والحواجز بمثابة
تذكير دائم باالنقسامات التي تشوه وحدة المدينة، وتؤثر على كل شيء من التجارة إلى التعليم، ومن الرعاية الصحية إلى
الحياة األسرية.
إن قصة الضفة الغربية محفورة في المشهد نفسه، حيث تتميز بندوب المستوطنات وحزن األحبة المفقودين. وقد جلبت
الزيادة في العمليات العسكرية معها موجة من الحزن والظلم، حيث دمرت المنازل وأصبح المستقبل غير مؤكد. ومع
2
ذلك، وفي خضم هذه االضطرابات، هناك نبض مستمر للحياة، وهو جهد جماعي يبذله المجتمع لصياغة ما يشبه الحياة
الطبيعية في مواجهة الصعاب الساحقة