خلال ندوة في "مسارات".. الموقف الرسمي والشعبي الأردني مشرّف ويدعون لمشروع وطني يحصن المملكة

 

ثمن سياسيون الموقف الأردني تجاه الأحداث الأخيرة في قطاع غزة مؤكدين حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني ودوره في نقل مأساة الشعب الفلسطيني جراء الحرب الإسرائيلية الوحشية على المدنيين في قطاع غزة.

 

وأكدوا خلال ندوة حوارية أقامتها مؤسسة مسارات الأردنية للتطوير والتدريب تحدث فيها نائب رئيس الوزراء الأسبق، العين الدكتور رجائي المعشر، بحضور نخبة من السياسيين الأردنيين أن الموقف الأردني يأتي من وحدة الدم والأخوة والمصلحة الأردنية العليا في وقف العنف في فلسطين.

المدير التنفيذي لمؤسسة مسارات طلال غنيمات أكد خلال إدارته أعمال الندوة الدور الأردني المشرف والذي عبر عنه جلالة الملك عبدالله الثاني من خلال حراكه المستمر منذ بداية الأزمة والاتصالات المكثفة مع القادة والزعماء في العالمين العربي والغربي حتى يضع العالم بصورته الأحداث وأهمية وقف الحرب والقتل والعودة إلى طاولة المفاوضات.

وأشار غنيمات إلى الجهود الرسمية والشعبية في الداخل الأردني من وقفات تضامنية واحتجاجية لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي بخطورة الأحداث في غزة وما يتعرض الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد.

عضو مجلس أمناء مؤسسة مسارات سامي الداود، أكد أن هذا اللقاء المهم الذي يأتي ضمن فعاليات تقدمها المؤسسة تشير إلى الظروف الحالية الصعبة التي نعيشها على مستوى الأردن ودول المنطقة بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم والحاقد على قطاع غزة.

 

وأشار إلى موقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، من الأحداث وأهمية إيجاد حل سلمي ينهي شلال الدم في قطاع غزة.

 

وعبر عن اعتزازه بالوقفة الأردنية الصادقة بمختلف قطاعات المجتمع الأردني التي عبر عنها من خلال الوقفات الاحتجاجية السلمية والتعبير الحضاري بموقف الدولة الأردنية، إضافة إلى المساعدات الإنسانية التي تم العمل على جمعها خلال هذه الفترة.

المعشر: دول تستخدم قضية فلسطين لمصالها الخاصة باستثناء الأردن

 

ومع بداية الندوة، أشار نائب رئيس الوزراء الأسبق، العين الدكتور رجائي المعشر، إلى أن القضية الفلسطينية تستخدم من قبل بعض الدول لتحقيق بعض المصالح لاسيما إيران وتركيا.

 

وقال إن إيران التي تمكنت من السيطرة على العالم العربي في سوريا والعراق ولبنان واليمن كان لها ذلك من خلال القضية الفلسطينية، من خلال أنها بينت نفسها كمقاوم للاحتلال حيث تمكنت من بناء ذراع عسكري في سوريا ساهم في توسع إقليمي في هذه المناطق وأصبح قرار تلك الدول في يد إيران.

 

وأكد أنه إذا كانت العقيدة الإيرانية بناء جبهة مقاومة ضد إسرائيل فالسؤال؛ لماذا في كل مرة تهاجم غزة يبقى حزب الله اللبناني وإيران بعيده عن التدخل؟ ولماذا المسموح فقط في الحرب ضرب حماس؟

وأشار إلى أن تركيا التي يشيد العرب بمواقفها تجاه القضية الفلسطينية بسبب موقف انسحاب الرئيس التركي من إحدى المؤتمرات التي تواجد بها رئيس وزراء إسرائيل فقد بدأت منذ عام إعادة بناء علاقاتها مع إسرائيل وذلك من خلال مصالح اقتصادية واستراتيجية.

 

وتساءل؛ ماذا عملت تركيا أمام كل هذا القتل والدماء في غزة؟ كان لها مواقف إعلامية فقط من خلال اجتماع لمجلس النواب التركي الذي قرر إرسال ٢٠٠٠ جندي إلى غزة وبالفعل لم يحدث شي على الأرض.

وأوضح أن الجمهورية التركية عملت على استغلال القضية الفلسطينية حيث كانت بالنسبة لهم وسيلة للوصول إلى العرب.

 

وبين أن موقف المملكة العربية السعودية أيضا لم يكن بالمستوى المطلوب والتي كانت قيادتها قريبة من إعلان التطبيع مع إسرائيل في الأيام التي سبقت الحرب على غزة.

 

وقال إنها وقائع نراها على الأرض فكل دولة تستخدم قضية فلسطين لمصالها الخاصة باستثناء الأردن وهو الدولة التي تتعامل مع القضية الفلسطينية بصدق لأنه يؤمن بأن قضية فلسطين وحدة وطنية ودم واحد وشعب واحد.

 

وبين أن الأردن كان يضع لنفسه خطوطا حمراء بالعلاقات مع إسرائيل حيث كان موقفه واضحا من هجرة الفلسطينيين الذي اعتبره خطا أحمر، وعن الوطن البديل والقدس كان الأردن واضحا وله موقفا من كل هذه المسائل.

وأكد أن الأردن تعامل مع القضية الفلسطينية من مصلحة مشتركة لذلك كانت مواقفه تتعرض لتزوير وقلب الحقائق والدسائس.

 

المعشر: خطاب الملك بقمة القاهرة أدان إسرائيل ووضع الشروط لإنهاء الأزمة

 

وأشاد بخطاب الملك في قمة القاهرة لما كان فيه من وضوح وصراحة وعاطفة إنسانية، وهو الخطاب الوحيد من بين خطابات الزعماء الذي أدان اسرائيل ووضع الشروط لإنهاء الأزمة.

 

وأشار إلى أن الموقف الأردني ليس موقف مزايدة في القضية، على عكس كثير من مواقف الدول العربية الأخرى.

 

المعشر: إسرائيل ضعيفة وتعتمد على دعم الغرب وأمريكا

 

وأضاف أننا نستفيد من الحرب بأن إسرائيل بدون دعم الغرب وأميركا بالذات هي دولة ضعيفة وهذا ما كشفته المقاومة الفلسطينية.

 

وقال إنه إذا تعتقد إسرائيل بهجومها على غزة بأنها تقضي على حركة حماس غير ممكن، لأن هذا الهجوم وليد عقيدة لدى الشعب الفلسطيني في المقاومة واستمرارها.

وتساءل؛ هل تتوسع الحرب؟ للأسف القرار ليس عربيا، مبيناً أنه إذا وجدت إيران مصلحتها في توسع الحرب وإذا تطلبت المصلحة الإيرانية ذلك وهي تهديد لأمن إيران.

 

من ناحية إعلامية؛ قال إن الإعلام الغربي يمارس التضليل منذ الحرب العراقية الكويتية ويختلق المشاهدات القاسية للتأثير على الرأي العام العربي والعالمي لنكتشف لاحقا زيفها وكذبها، وذلك كما حصل لحشد العالم للقيام بالعملية العسكرية ضد العراق. 

 

وبين أن التأثير الإعلامي على عقلية المواطنين وممارس التظليل الإعلامي على العالم، حيث أنه وبعد عامين من الحرب على العراق ظهرت السيدة الكويتية وقالت إن فلم قتل الأطفال في الحضانة تم تصويره في أمريكا وهو مزيف.

 

وأكد أنه يمكن أن يكون التظليل الإعلامي في المشهد الحالي في غزة وكثير من الأحداث في إسرائيل مزيفا لتبرير الحرب التي وقعت والقتل الذي يحدث في غزة. 

 

وقال إن إعلامنا العربي بحاجة إلى تطوير ومواكبة الحدث ومواجهة الإعلام الأجنبي الذي يخفي المعلومات عن الشعوب والعالم. 

 

المعشر: "حماس" مستمرة وإسرائيل ورطت نفسها

 

وأكد أن حماس ليست مجرد حركة بل إنها عقيدة نضالية مقاومة ومستمرة لا تستطيع إسرائيل إلغاءها أو إزالتها بأي وقت.

 

وبين أن سيناريو دخول حزب الله في الحرب سوف يؤجج الصراع، خاصة وأن إسرائيل ورطت نفسها أمام العالم في الحرب، وإن لم تقم بالاجتياح البري فإنها تثبت ضعفها.

 

وكشف عن أن إسرائيل لا تدرك فاتورة الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي حيث تشهد تعطلا وتأثيرا على اقتصادها إذا أطالت أمد الحرب.

 

كما أشار إلى أنه ومن فاتورة الحرب أيضا أنها ساهمت في ضعف العقيدة الإسرائيلية وكسرها أمام العالم باعتباره الجيش الذي لا يقهر، حيث عمل 1500 مقاوم بهجوم على عشرات المستوطنات وأسروا مئات الجنود في 4 ساعات فقط.

 

وأكد أنه يرى بأنه من الصعب على الأمريكان الدخول إلى الحرب لعدة اعتبارات أبرزها أنهم لا يستطيعون فتح عدة مواجهات في أوكرانيا وفي غزة.

 

وأشار إلى أن التضامن العربي مفقود حيث ساهم إنشاء مجلس التعاون الخليجي في تدمير التضامن العربي وتراجع العمل العربي المشتركة والمواقف العربية أيضا.

 

عبيدات: إعلام عالمي ممنهج لطمس الحقائق 

 

من جهته؛ أشار العين السابق هايل عبيدات إلى التضحيات الأردنية التي قدمها دفاعا عن القضية الفلسطينية منذ معارك باب الواد واللطرون والكرامة، وأن تلك التضحيات لن تذهب في ذاكرة النسيان لأمتنا العربية.

 

وأشار إلى أن الحرب على غزة كشفت مسألة الإعلام العالمي الممنهج وممارساته العنصرية ومحاولات طمس الحقائق التي تحدث في غزة.

 

وأكد أن خطاب جلالة الملك في القاهرة واضح وصريح، ولابد من التفكير في تعزيز الجبهة الداخلية والمواقف الشعبية في المسيرات التي أصبحت تستنزف مواردنا الأمنية، ولابد من إعادة تأطيرها، خاصة وأن بعضها تجاوزت حدودها وهي عبء على الدولة.

مرايات: مواقف الملك تنسجم مع الموقف الشعبي

 

من جانبها، أشارت عضو لجنة تحديث المنظومة السياسية الأستاذة ريم مرايات إلى أنه لا يوجد قوة تهزم شعبا مقاوما، وأن التضحيات الباهظة التي قدمها الشعب الفلسطيني تجعلنا ندرك أن طريق النضال طويلة وتحتاج للتضحية.

 

وقالت إن الإعلام والمنصات الإعلامية حركت القضية، ولا بد من مخاطبة الإعلام الغربي بحق الفلسطينيين، ولا بد من تغير القناعات وإعطاء بعد إنساني للحرب والعمل على حيادية الإعلام الغربي.

 

وبينت أن الموقف العربي مهم في هذا الموضوع ويحتاج إلى خارطة طريق من خلال نخبة من المفكرين والعمل عليها مع الدول الكبرى.

 

وأوضحت أننا مع الالتفاف حول مواقف جلالة الملك حيث مثلت ومن خلال كثير من الخطابات الانسجام مع الموقف الشعبي الأردني.

المصري: مهددون بالأردن كما الفلسطينيين

 

وزير الإدارة المحلية الأسبق وليد المصري أكد أننا شاهدنا التشويش الإعلامي، وأن مسألة العدل في العالم غير موجودة، فالعالم مع القوة ولا يحترم بالضعيف.

 

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني سوف يتعرض لكثير من الخسائر، وأكبر من خسائر الحروب السابقة كما هي الخسائر الإسرائيلية أيضا. 

 

وقال إننا مهددون بالأردن كما الفلسطينيين، ولابد من مشروع وطني أردني بعيد عن العرب كونهم حاليا مشغولون بأنفسهم بسبب وجود صراعات بين أكبر 3 قوى.

 

وكشف عن أن ميزة إسرائيل بالمنطقة ليست بالاقتصاد بل بالتعليم الممتاز والجامعات الـ9 الموجودة لديه، والتي تعتبر من بين أول 200 جامعة على مستوى العالم.

 

وأكد أن هذه المعركة بلا توازن في القوى، لكن فيها تفاؤلا بإعادة الكرامة للأجيال الجديدة والاعتماد على أنفسنا وعلى إعلامنا.

المصالحة: توجه إسرائيلي لسحق غزة بالتعاون مع أمريكا لعقد مؤتمر "مدريد" جديد

 

من جهته، اعتبر المفوض السابق ثروت المصالحة أن توجهات بعض الدول التطبيعية مع إسرائيل للتخفيف من نزاعاتها مع إيران وتركيا جعل خطوات التطبيع مع إسرائيل قريبة مما جعل الشعب الفلسطيني وحيدا في المعركة باستثناء الموقف الأردني.

 

وقال إن الأردن هو الوحيد الذي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني من جانب الدم والأخوة والمصلحة الأردنية العليا في وقف العنف في فلسطين وأن توقف معاناته أيضا.

 

وأشار إلى أن الأزمة الأخيرة في غزة والأحداث المتتالية فيها أعطت أملا للشعوب العربية في إعادة القضية الفلسطينية على الطاولة.

 

وأكد أن السيناريوهات متعددة خلال الأيام المقبلة، حيث تشير التوقعات إلى توجه إسرائيل لسحق غزة بسبب عدم توازن القوى في ظل الدعم والتعاون مع أمريكا ليصار بعد ذلك إلى عقد مؤتمر "مدريد" جديد لحل القضية الفلسطينية.

 

كما توقع أنه يمكن أن تختل إسرائيل بسبب حرب استنزاف طويلة تؤثر على قوتها وأمنها.

 

وشدد على أهمية مواقف جلالة الملك وولي العهد في السعي لحل الأزمة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

 

وأكد أن الخروج إلى الشارع والتعبير ضروري لدعم القضية، خاصة وأن العالم الغربي خرج أيضا من أجل القضية الفلسطينية في عدة عواصم ودول أجنبية.

كلاب: ليس مطلوبا من حماس الانتصار بل رفع تكلفة الاحتلال

 

من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي عمر كلاب أن الأردن ليس لديه حوار نخبوي، واصفا الحوار النخبوي الداخلي بالـ"بائس".

 

وقال إنه ليس مطلوبا من حماس الانتصار على إسرائيل بل أن ترفع تكلفة الاحتلال، فهناك احتلال مجاني في الضفة الغربية بقيادة محمود عباس دون أي كلفة، وهناك احتلال في غزة فيه كلف.

 

وأكد أنه إذا كان الأردن له مصالح حيوية يريد أن يدافع عنها الأولى أن يتبنى لا غيره ورقة المصالحة الفلسطينية، وأن يكون له مشروعان على الطاولة حتى نضع مشروعنا بالمقابل.

 

وأشار إلى أن الأردن ليس لديه مشروع، ووزارة الخارجية "تدير أزمات فقط".

البدور: بوابة السلام والعلاقات مع إسرائيل فلسطينية

 

من جهته، قال عضو مجلس الأعيان إبراهيم البدور إنه من المتوقع أن تشارك إيران في دور أكبر بالحرب في حال حدوث تدخل أمريكي.

 

وكشف عن أن الحرب أظهرت للعالم كله أن بوابة السلام والعلاقات مع إسرائيل فلسطينية، وعن أن الشعب الفلسطيني هو صاحب القرار.

 

وتساءل عن مطالب الشارع في دور أكبر للأردن؟ وماذا يستطيع الأردن أن يقدم أكثر للقضية الفلسطينية؟ وماذا نجني من إلغاء الاتفاقية أو إغلاق السفارة؟ وماذا يمكن أن نحقق؟ مشيرا إلى أن الأردن من الدول المستقرة رغم الظروف الاقتصادية.

 

غيشان: الملك وجه رسالة قوية في رفض التهجير

 

الكاتب والمحلل السياسي نبيل غيشان، قال إن ما جرى في غزة لم يكن ليتخيله أحد حتى في "الأحلام"، مضيفا أنه أصبح من الممكن حدوثه وتغيير كل الموازين والمعطيات في المنطقة.

 

وأضاف أن من حق الناس الخروج إلى الشارع لأن هذا يقوي الدولة ويعطيها مكانة بين الدول، لكن هناك رسالة لمن يحاول اختراق الحدود والدخول إلى إسرائيل دون سلاح، ونص الرسالة؛ "وين؟" فالقصة عاطفية ويجب التوقف عنها إضافة إلى وقف أعمال التخريب في الممتلكات رغم أنها قليلة.

 

وبين أن رسالة جلالة الملك عند عودته من الخارج باللباس العسكري ومن مبنى القيادة العامة للجيش هي رسالة قوية في رفض التهجير وأنه ليس قرارا إسرائيليا فقط.

 

غرايبة: يجب استغلال الفرصة وإعادة بناء المجتمع من جديد

 

الإعلامي حسام غرايبة قال إن الأردن يجب أن يستغل الفرصة لإعادة بناء المجتمع من جديد من خلال وضع رؤية واضحة في المستقبل وفتح العلاقات مع أطياف المجتمع الفلسطيني كافة، ولا يجب أن نضع أوراقنا بشخص محمود عباس. 

 

ودعا إلى تعزيز الجبهة الداخلية وعدم حدوث الصدام بين المواطن ورجل الأمن بسبب المسيرات والمظاهرات السلمية حتى نتجنب أي أزمة.

حطاب: بلاغ أردني عن جرائم الحرب من الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية

 

من جانبه، كشف المحامي حسن حطاب، عن

توجه مجموعة محاميين أردنيين لإعداد بلاغ عن جرائم الحرب من الاحتلال ضد السكان في قطاع غزة أمام المحكمة الجنائية الدولية وأنهسيتم رفعها الأسبوع المقبل.