السفير السعودي : الاردن له دور كبير وتاريخي في الحفاظ على قوة ومنعة العرب وحماية امنهم واستقرارهم

 

 

مسارات تستضيف السفير نايف السديري للحديث عن جملة من قضايا الإقليم والأحداث العالمية

 السديري :العلاقة السعودية، و الأردن ودية أخوية متينة

السديري: الاردن له دور كبير وتاريخي في الحفاظ على قوة ومنعة العرب وحماية امنهم واستقرارهم

السديري: السعودية تستند الى حديث الأمير محمد بن سلمان ولي العهد مهندس رؤية 2030

السديري:السعودية البلد المرشح لأن يكون الأكثر نمواً

السديري: الأمير محمد بن سلمان يُركز على توفير فرص للشباب

السديري :العلاقة بين الولايات المتحدة والغرب والسعودية استراتيجية تقوم على الشراكة والتحالف

السديري: طهران سعت لتوظيف العامل المذهبي والتعصب بهدف تأجيج وخلق صراع طائفي

السديري: إيران تعمل على الدخول للبلدان العربية والإسلامية من خلال بوابتي السياحة والثقافة

السديري : تخوف دول في المنطقة من إبرام الاتفاق النووي الإيراني

السديري : إيران تستهدف أمن الاردن و الخليج  عبر استمرار تهريب المخدرات والسلاح والذخائر بمختلف انواعها عبر البوابة الاردنية

السديري :الحوثيين اليوم هم الورقة الأهم والأقل كلفة

عمان -

قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن نايف بن بندر السديري إن العلاقة بين السعودية، و الأردن ودية أخوية متينة وأخذت طابعا دبلوماسيا مرموقا، وامتازت بعراقتها المتجذرة التي تتعدى جميع المفاهيم وأبعاد المصالح والمحددات، أساسها المصداقية والتعاضد والوضوح في التعامل.

واضاف خلال جلسة حوارية نظمتها مؤسسة مسارات الأردنية للتنمية والتطوير، ادارها الدكتور حسن المومني، أستاذ الدراسات الدولية بمشاركة عدد من السياسيين والمختصين والكتاب الاعلامين ان العلاقات السعودية الأردنية أقوى من أيِّ وقتٍ مضى، وتمثّل حلقة متميّزة وانموذجاً يُحتذى في العمل العربي المشترك، الأمر الذي تؤكّده حالة التنسيق الدائم والتشاور المستمر بين البلدين الشقيقين، على أعلى المستويات، ووحدة الموقف تجاه مختلف القضايا العربيّة والإقليميّة والعالميّة.

وفي بداية الجلسة قدم السديري الشكر لمؤسسة مسارات الأردنية للتنمية والتطوير على مبادرتهم الهامة والجميلة في إقامة مثل هذه الفعالية الهامة مؤكداً ان على اهمية هذه الجلسة النقاشية التي نتبادل فيها معاً، وسوياً، مع نخبة.. وكوكبة من المفكرين السياسيين والباحثين والإعلاميين وقادة الرأي المهتمين، أطراف الحديث حول عدة جوانب سياسية واقتصادية.

واشار في حديثه عن  العلاقات بين المملكتين الشقيقتين ان المتتبع لمسار العلاقات السعودية الأردنية يجدها تقوم على أسس راسخة وثابتة، وعلى الاحترام المتبادل والتنسيق المشترك، لما فيه مصلحة البلدين، وهي تنطلق من ثوابت واستراتيجيات، تعزز مفهوم الامن المشترك، والمصير الواحد المشترك.

وبين ان العلاقات السعودية الأردنية تاريخية واستراتيجية، سواء من منظور الجذور والتاريخ والهوية والقرابة، أو من المنظور الاستراتيجي، حيث التحديات الواحدة، والمصالح المشتركة، والتوجهات والمصير الواحد، فالعلاقات بين المملكتين متجذرة وأصيلة منذ عهد مؤسسي البلدين، فكانت علاقة مميزة جمعت بين مملكتين توأمتين، تحملان ذات الهوية والتاريخ والقيم تماما كما تحملان الوسطية والاعتدال في نهجيهما وسياستيهما الحكيمة ومصالحهما العليا الواحدة.

وقال لاشك أن الاردن قيادة وشعبا لهما دور كبير وتاريخي في الحفاظ على قوة ومنعة العرب وحماية امنهم واستقرارهم، ونحن نقدر مواقف الاردن الداعمة للسعودية والمساندة لها وهو ما تبادلها إياها.. كتفاً بكتف.. المملكة العربية السعودية.. التي ستبقى على الدوام تدعم وتساند الأردن.

واكد على ان التاريخ يسجل والسعوديون كذلك على الدوام أن الأردن كانت وما زالت وستبقى تربطنا بها رسميا وشعبيا علاقة تاريخية راسخة متجذرة وممتدة بحكم الأخوة والتاريخ والجوار الطيب الحَسَن والتضامن والحرص على المصالح المشتركة، علاقة عنوانها وشعارها على الدوام أن الأخوة والتضامن والحرص على الآخر تسموا على جميع المصالح، وأن كلٌ منهما يكمل الآخر في المجالاتِ كافة.

وقال نحن في السعودية اليوم نستند الى حديث سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مهندس رؤية 2030، الذي كلما خرج إلى الإعلام، ولو بتصريحات مقتضبة، أصبح حديثه هو حديث الإعلام العالمي عبر الأثير.

وبين ان السعوديون والعقلاء في المنطقة والعالم سعيدين بهذه الرؤية وانجازاتها وتلك التحولات المذهلة التي تشهدها المملكة منذ تدشين رؤية 2030 التي تمحورت على مسألة التمركز حول المواطن بشكل أساسي وثلاثيتها التي بات يحفظها السعوديون (وطن طموح، اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي)، وهو ما أكده ولي العهد حين وضع هدف السعودية اليوم، الكامن في إزالة التحديات واستغلال الفرص والاستمرار في النمو والازدهار، وإذا كان هذا الطموح هو هدف الأهداف لأي تجربة تنموية فإن التفاصيل التي ذكرها ولي العهد تؤكد انتقالها من حيّز المبادرات إلى الرؤية الشاملة أو ما يطلق عليه (مشروع).

واوضح ان الرؤية اليوم ليست خياراً، بل مشروع السعودية الذي يرتقي إلى الأهمية الوجودية، وهذا ما أكده مهندسها الأمير محمد بن سلمان، حين لامس درجة الوعي بأهمية الرؤية، باعتبارها قضية محسومة لا يمكن المساس بها ولا يوجد شخص على هذا الكوكب يمتلك القوة لإفشالها؛ حيث السعودية البلد المرشح لأن يكون الأكثر نمواً، وهي اليوم تملك ثاني أكبر صندوق سيادي في العالم من بين عشرة، وأكبر الاحتياطات بالعملة الأجنبية، فضلاً على التأثير الكبير في تلبية الطلب على النفط، وهي رؤية تأتي في وقت مهم وتوقيت استثنائي حيث يعيش العالم فوضى الاختلال، أكثر، من تبعات جدل الصراع في اوكرانيا، فمسائل السيادة والاحتياطات الأجنبية والاستثمار في الوطن واستقلال التوجه الاقتصادي باتت ملفات طارئة وحساسة لكل دول العالم، حتى التي لا تتماس مع أزمة أوكرانيا أو عالم ما بعد كورونا وما طرحه من تحديات جسيمة.

واكد ان السعوديون يراهنون اليوم بما يملكونه من مكانة جيوسياسية واقتصادية، وأيضاً ثراء وامتداد تاريخي عريق، على تحقيق رؤية 2030 التي بدأت تؤتي أكلها، ولديها القدرة والمرونة على تجاوز التحديات بفضل مشروعات الاستثمار في الإنسان ومبادرات وبرامج تحقيق وتمكين الرؤية التي تشهدها المناطق كلها، وتقوم مجموعات من الشباب والشابات اللامعين على وضع استراتيجياتها جنباً إلى جنب مع الخبراء الذين يقدمون للجيل الجديد المذهل في أرقام إنجازاته كثيراً من الحكمة التي يحتاجونها، وبين الأجيال وشائج الانتماء للوطن والتاريخ والعادات والتقاليد والكرم التي بدورها تحولت من مجرد قيم عرفها من زار المملكة وأقام فيها إلى مشروعات ثقافة الترحيب وحسن الضيافة في الوزارات ذات العلاقة.

واكد على ان من مستهدفات رؤية 2030  مجتمع نابض بالحياة، ولتعزيز هذا التوجه أنشأ الأمير محمد بن سلمان إطار عمل لتحسين نوعية حياة المواطنين والمقيمين فيه؛ حيث يشمل زيادة السبل الثقافية والترفيهية، والعمل على تعزيز أنماط الحياة الصحية من خلال الرياضة والأنشطة الترفيهية والاستدامة وما إلى ذلك، ويتجلى ذلك في مشروع السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر والذي يُعتبر أكبر مشروع تشجير حضري في العالم، بالإضافة إلى مشروع “The Line” وهو عبارة عن مدينة مستقبلية خالية من الكربون؛ وذلك بفضل دمج الطبيعة والذكاء الاصطناعي من أجل إنشاء هجين مستقبلي يهدف إلى صناعة 380 ألف وظيفة وإضافة 48 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي.

واضاف انه من خلال برنامج الرؤية يتطلع ولي العهد إلى صناعة المزيد من فرص العمل الجديدة للمواطنين والمواطنات من أبناء المملكة عن طريق الاستثمار بكثافة في تطوير نظام تعليمي يتوافق مع متطلبات السوق، ويسعى ولي العهد لتحقيق ذلك من خلال تضييق الفجوة وربط مخرجات التعليم العالي، ويتمثل أحد أهدافها في جعل خمس جامعات سعودية على الأقل من بين أفضل 200 جامعة في العالم.

واشار ان الأمير محمد بن سلمان يُركز على توفير فرص للشباب ورواد الأعمال والشركات الصغيرة؛ إذ تطلق المنظمات والمؤسسات المختلفة حزمة من البرامج الجديدة التي تتماشى مع هذه الركيزة؛ حيث طورت مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية المعروفة اختصارًا بـ “مسك الخيرية” العديد من المبادرات التي تُساعد الشباب السعودي في أن يكونوا قوة عاملة جاهزة للانطلاق في السوق المحلي والعالمي.

وقال انه على مدى السنوات الخمس الماضية حرص الأمير محمد بن سلمان على توفير البيئة الملائمة للمواطنين في القطاع الخاص والقطاع غير الربحي؛ وذلك من خلال إطلاق برنامج التحول الوطني لتعزيز الكفاءة التشغيلية وإنشاء مراكز التميز، ولعل المنصات الرئيسية التي تم إنشاؤها في إطار هذه الركيزة؛ هي هيئة الرقابة ومكافحة الفساد “نزاهة” التي تعمل على جعل البلاد أكثر شفافية وخضوعًا للمساءلة وخالية من الفساد.

وبين ان الرؤية تهدف إلى توليد 50% من طاقة المملكة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، ولهذه الغاية فقد استثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي، برئاسة ولي العهد، حوالي 1.5 تريليون ريال سعودي منذ عام 2016 في الطاقة البديلة.

واشار انه تعزيزًا لذلك تتطلع المملكة إلى استخدام التقنيات النظيفة والطاقة المتجددة لتقليل انبعاثاتها المتوقعة لعام 2030 بأكثر من 130 مليون طن، وتقليل مساهمتها في الانبعاثات العالمية، والتي تُمثل حاليًا أكثر من 4% من جميع الانبعاثات على مستوى الكوكب.

وحول العلاقة بين الولايات المتحدة والغرب والسعودية بين انها علاقات استراتيجية تقوم على الشراكة والتحالف، وتتمتع المملكة بعلاقات تاريخية وثيقة وعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة في العديد من المجالات، تمتد لثمانين عام، وتحرص المملكة على تعميق هذه العلاقة الوثيقة والمحافظة عليها وتوسيعها.

وحول السؤال الذي لطالما طرحه الإعلام الغربي والأمريكي على وجه الخصوص عن مساندة المملكة العربية السعودية لروسيا،قال فلاشك أن المملكة تتبنى سياسة التعامل مع الجميع في جميع الاتجاهات، سواء أولئك الذين نتفق معهم أو الذين لا نتفق معهم، خاصة أن علاقات الرياض بموسكو والتي هي علاقات ممتازة ومبنية أيضاً اليوم على شراكة استراتيجية متينة، هي التي كللت جهود الوساطة السعودية بالنجاح في الإفراج عن أسرى أميركيين في أوكرانيا.

وقال نحن ننظر إلى دورنا كوسيط يحظى بثقة الطرفين، وقد دعمنا أوكرانيا إنسانياً، وقدمنا لها أكثر من 400 مليون دولار، وقدمنا لأوكرانيا وبولندا 10 ملايين دولار لمساعدة النازحين الذين خرجوا من أوكرانيا إلى بولندا.

وحول سؤال: هل من مشروع سعودي في الإقليم يزاحم مشاريع إيران وتركيا وإسرائيل..قال "نعم يوجد مشروع سعودي.. وهو مشروع قوي.. أوقى من كل تلك المشاريع التي طرحتها..

وبين الواقع أن مشروع المملكة العربية السعودية في الإقليم هو ذاته مشروع المملكة الأردنية الهاشمية.. جنباً إلى جنب مع الأشقاء العرب.. مشروع المملكة هو مشروع العرب جميعاً في أوطانهم وإقليمهم.. ومنطقتهم.

واضاف لا شك بأن المملكتين الشقيقتين يقعان في قلب العالم العربي، ولطالما وقف البلدان سداً منيعاً في وجه التحديات والمصاعب التي واجهت وتواجه العرب، وكان النصر ولله الحمد حليفهما، بفضل من الله عز وجل أولاً وأخيرا، ثم بحكمة القيادتين في المملكتين الشقيقتين، وشعوبنا الأصيلة والوفية والواعية والملتفة دوماً حول قيادتها.. فالبلدان فعلياً واحد.. يجمعهما المصير المشترك، والمصالح العليا والحيوية المشتركة والواحدة، وهذا ما يعكسه ولله الحمد التنسيق العالي المستوى والدائم في كافة المجالات بين قادة المملكتين على مر تاريخهما، ومنذ التأسيس.

واوضح انه اذا ما تحدثنا عن الواقع الجيوسياسي اليوم، فالتحديات والمهددات واضحة للعيان، ولعلّكم تتذكّرون أن جلالة الملك عبدالله الثاني – يحفظه الله - هو أول من حذر من سلوك النظامي الإيراني الداعم للإرهاب والساعي لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، عام 2004م  في حديثه لصحيفة واشنطن بوست أثناء زيارته الولايات المتحدة واطلق وصف "الهلال الشيعي"؛ وعبّر من خلال ذلك اللقاء عن المخاوف من وصول حكومة عراقية واقعة تحت تأثير إيران، وكذلك تغلغل إيران وسعيها للتمكن من النظام في دمشق لإنشاء هلال يكون تحت نفوذها يمتد إلى لبنان، وكانت مخاوف جلالته في محلها، فقد تعاظم الخطر الإيراني اليوم وامتد إلى اليمن، كما أوجد له خلايا نائمة في بعض دول الخليج العربي وشمال افريقيا، وأصبحت طهران تفاخر بشكل علني بسيطرتها على أربع عواصم عربية، في الوقت الذي لم نجد فيه وزراء خارجية تلك الدول يردون على تلك التصريحات التي تنتهك بوجه صارخ سيادتها، بل وأكثر من ذلك.. تعلن تبعيتها لها.

وبين أن   طهران سعت لتوظيف العامل المذهبي والتعصب بهدف تأجيج وخلق صراع طائفي لم نكن نعرفه في بلداننا قبل ثورة الخميني عام 79م.. 

وأشار إلى أنها تسعى إلى فرض معادلة جيوبوليتك جديدة قائمة على تطوير علاقاتها الاقتصادية، وكذلك الثقافية مع دول المغرب العربي، وشرق إفريقيا وغربها بتشييع السُّنة، أو ببناء علاقات وروابط ودعم الحركات الإسلامية السنية المتطرفة لتكوين مليشيات مسلحة تخدم أهداف إيران ومخططاتها في إفريقيا.

وأكد على أنّ إيران تعمل على الدخول للبلدان العربية والإسلامية من خلال بوابتي السياحة والثقافة، بالإضافة إلى الاستثمار والتجارة ونحوها.. كما تفعل مع دول وسط وجنوب شرق آسيا..

وحول السؤال عن وجود مشروع سعودي.. الجواب ببساطة.. نعم.. هو مشروع الرخاء والنماء والسؤدد للمنطقة وشعوبها.. والمملكة تعمل بشكل واضح وفي العلن من اجل مستقبل المنطقة الذي ننشده، ويتطلب تبني رؤية تضع في أولوياتها تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار، وترتكز على الاحترام المتبادل بين دول المنطقة، وتوثيق الأواصر الثقافية والاجتماعية المشتركة ومجابهة التحديات الأمنية والسياسية، نحو تحقيق تنمية اقتصادية شاملة.

واكد أن ازدهار المنطقة ورخاءها يتطلبان الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفقا لمبادرات وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية. وإنه يسرنا ما يشهده العراق مؤخراً من تحسنٍ في أمنه واستقراره، بما سينعكس على شعبه الشقيق بالرخاء والازدهار، وتفاعله الإيجابي مع محيطه العربي والإقليمي، ومن هذا المنطلق، فإننا نشيد بتوقيع اتفاقيتي الربط الكهربائي بين المملكة والعراق، وكذلك مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما يسهم في توفير حاجة العراق من الكهرباء، كما انوه بمشاريع الربط الكهربائي الجاري تنفيذها بين المملكة وكل من مصر والأردن.

وأشار إلى ان اكتمال منظومة الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة يتطلب إيجاد حلول سياسية واقعية للأزمات الأخرى لا سيما في سوريا وليبيا واليمن، بما يكفل إنهاء معاناة الشعوب الشقيقة.

وبين أنه بعد أزمة الحرب الروسية الأوكرانية ومجيء الرئيس جو بايدن أصبحت الإدارة الاميركية تطالب بتوقيع الاتفاق النووي ولكن ضمن سياق شروط أمريكية في ظل تخوف عدة دول في المنطقة من إبرام هذا الاتفاق كونه قد يضر بأمن المنطقة ضمن تصاعد القوة النووية لإيران وبالتحديد في إنتاج الصواريخ الباليستية برؤوس نووية، الأمر الذي يُبرز السؤال التالي: هل الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي سيكون مآله التوقيع؟. وبأية شروط ولصالح من؟ واترك إجابته لكم كمختصين وباحثين وقادة رأي، مع الوضع بعين الاعتبار أن إيران لن تتوقف عن تقديم الدعم لأذرعها في المنطقة في العراق أو في لبنان أو اليمن أو حتى في فلسطين وأفغانستان وغيرها.

وقال إن البرنامج النووي الإيراني يُقلق العالم بأسره وبالتحديد الدول العربية والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية، ورفع الحصار الاقتصادي عن طهران، سيمكنها من توفير سيولة مالية ضخمة من عوائد النفط سيتم ضخها الى اذراعها في المنطقة في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن وشمال افريقيا، والهدف هو نشر الفوضى والتطرف وبسط النفوذ، وهذا غير المبالغ الضخمة التي تدفع نقدًا لأنظمة وأحزاب ومليشيات لشراء الولاءات السياسية، وإدامة الصراعات في هذه الدول. اذ يتولى الحرس الثوري دعم تلك المليشيات لإمكانياته المالية الكبيرة التي يقتطعها من مبيعات النفط على حساب تنمية الاقتصاد ورفاهية الشعب الإيراني.

وتطرق الى دور إيران المزعزع للأمن والاستقرار وتداعيات ذلك على الاردن عبر دعم ايران لبناء قاعدة مالك الاشتر في جنوب سوريا وتواجد عديد الفصائل المسلحة المدعومة من طهران في الجانب المقابل من الحدود الاردنية السورية، اضافة لسعيها لتهديد أمن الاردن عبر استمرار تهريب المخدرات والسلاح والذخائر بمختلف انواعها، واستهداف الامن الخليجي عبر البوابة الاردنية، الامر الذي يستدعي العمل المشترك لدعم الاردن عربيا ودوليا لمواجهة هذا الخطر.

وأشار إلى أنه بعد أيام قليلة من تحذيرات جلالة الملك عبد الله الثاني، من تصعيد عسكري على حدود بلاده، قال المتحدث باسم الجيش الأردني، العقيد مصطفى الحياري، إن "تنظيمات إيرانية تأتمر بأجندات خارجية، وتستهدف الأمن الوطني الأردني".

وأوضح اليوم، الجيش العربي الأردني يواجه حرب مخدرات على حدوده الشمالية الشرقية، في ظل الفراغ الذي تتركه حاليا روسيا خصوصا في الجنوب السوري وتملؤه إيران من خلال أدواتها، وهو امر تحدث عنه جلالة الملك عبدالله الثاني في مايو الماضي خلال لقاء مع برنامج "باتل غراوندز" التابع لمعهد هوفر في جامعة ستانفورد، والذي يقدمه الجنرال الأميركي المتقاعد هربرت ماكماستر.

واشار الى بالرؤية الاستشرافية لجلالة الملك عبدالله الثاني حول عدد من القضايا المحلية والعربية والعالمية، بدءا من مكافحة التطرف، وتعزيز الاصلاح كأولوية، وتداعيات ما سمي بثورات الربيع العربي، والوضع الراهن في الشرق الاوسط خاصة النزاع المحوري في الشرق الأوسط، وعن الشباب والسلام، وما سمي بالصدام بين الحضارات، والذي دائماً ما ننادي نحن بحوار الحضارات وتعاون الحضارات، والصوت الحقيقي للإسلام.

وقال تعد اليمن أحدث مناطق تغلل ايران في المنطقة، بات اليمنيين اليوم في مواجهة مكشوفة مع احتلال إيراني، خاصة ان فترة الهدنة الحالية منحت إيران فرصة أكبر لتزويد الحوثيين ببعض الأسلحة التي تم الاستعراض بها، وربما ما لم يظهر أكثر.

وبين أن هذا الدعم الإيراني بالسلاح والمال تدفعه رغبات إيرانية شيطانية تريد طهران الوصول إليها، عبر الورقة الحوثية التي باتت أهم نسخة عسكرية لإيران في أهم رقعة جغرافية في المنطقة العربية، إذ إنها النسخة الأكثر قبحاً والأكثر جهلاً، وربما الأعمق ولاء.

وأوضح أن الحوثيين اليوم هم الورقة الأهم والأقل كلفة، وربما لذلك تحاول إيران بأسرع وقت ممكن تعميم مناهج التشيع لها، عبر المدارس والمساجد ووسائل الإعلام الحوثية، والسعي لجعل الحقل الجمعي والجهاز المفاهيمي في المناطق التي يسيطرون عليها حقلاً خمينياً خالصاً، بكل مفرداته وألوانه وطقوسه وتماثلاته.

وقال في هذا الصدد تؤكد قيادة المملكة على موقفها الثابت وهو حرصها على أمن واستقرار الجمهورية اليمنية الشقيقة، وعملها على رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق ودفع الأطراف اليمنية كافة إلى قبول الحل السياسي القائم على المرجعات الثلاث (المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، مخرجات الحوار الوطني اليمني، قرار مجلس الأمن ٢٢١٦) وأنه لا توجد مسارات أخرى أو موازية لهذه العملية السياسية. كما تدعم المملكة قراري مجلس الأمن (٢٤٥١،٢٤٥٢) الداعمة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم (٢٠١٨م) لإحياء العملية السياسية لحل الأزمة اليمنية، وذلك امتداداً لجهود المملكة في ايجاد الحل السياسي للأزمة اليمينة في (جنيف ١، وجنيف ٢).

واكد أن  قيادة المملكة على دعمها لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن في مساعيه لإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة في اليمن.

كما تدعم المملكة مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وتتطلع لأن يسهم تأسيسه في بداية صفحة جديدة في اليمن تنقله من الحرب إلى السلام والتنمية، وتأمل المملكة أن تؤدي الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة تماشياً مع مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة في اليمن، للوصول إلى حل سياسي شامل، وما زالت المملكة تدعو الحوثيين إلى أن يحتكموا لصوت الحكمة والعقل، وتقديم مصلحة الشعب اليمني الكريم على سواها.

وأشار إلى أن  المملكة في هذا الصدد تؤكد على حقها بالدفاع عن أراضيها ومواطنيها والمقيمين بها من الهجمات الممنهجة التي تقوم بها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ضد الأعيان المدنية، والمنشآت الحيوية والنفطية، والتي لا تستهدف المقدرات الوطنية للمملكة وإنما تستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته، وكذلك أمن الطاقة العالمي والممرات المائية الدولية، حيث أن ما تنفذه الميليشيات الحوثية من هجمات إرهابية تستهدف منشآت مدنية واقتصادية ينجم عنها أضرار مادية وخسائر بشريه، وتشدد على احتفاظها بكافة حقوقها للرد على مصادر التهديد في الوقت والشكل المناسبين وفق معايير القانون الإنساني الدولي وقواعده العرفية.

وقال ان المملكة ،تؤكد على موقفها الثابت تجاه اليمن والمتمثل في السعي الحثيث لدعم الشرعية اليمنية بما يحقق أمن واستقرار اليمن الشقيق، وإعلاء المصالح العليا لليمن وتحقيق تطلعات شعبه وتخليصه من أزماته، كما تؤكد المملكة باعتبارها قائدة تحالف دعم الشرعية باليمن على عدم مسؤولية دول التحالف عن وضع الخزان النفطي العائم "صافر"، وتحمّل ميليشيا الحوثي مسؤولية أي ضرر ناجم عن عدم السماح للفريق الفني التابع للأمم المتحدة بالوصول للخزان وصيانته، مما قد يتسبب بأكبر كارثة بيئية في البحر الأحمر ذات عواقب وخيمة على مختلف المستويات الإنسانية والبيئية والاقتصادية في حال تسرب النفط إليه، كما يهدد ذلك بإلحاق ضرر بالغ بجنوب البحر الأحمر والعالم بأسره، فهي تقع بالقرب من مضيق باب المندب الذي يعد ممراً حيوياً للملاحة البحرية الدولية، وعليه فإن المملكة تطالب المجتمع الدولي، وخصوصاً مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته في اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لإجبار ميليشيا الحوثي بالتوقف عن المماطلة، والانصياع للدعوات المتكررة والعاجلة لتمكين الفريق الفني من القيام بمهامه.

 وتندد بالدور الذي تقوم به ميليشيا الحوثي الإرهابية في عملية إعاقة وصول المساعدات الإنسانية، وتوكد بأن الممارسات التي يقوم بها الحوثي تزيد من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، وأنه يجب على المجتمع الدولي الضغط على ميليشيا الحوثي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

وبين ان المملكة تؤكد على مواصلة دعمها للجمهورية اليمنية، واستمرار مساعيها الحثيثة لرفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق ودعم الاقتصاد اليمني، في ظل ما تشهده الجمهورية اليمنية من تدهور في مختلف القطاعات الخدمية وتفاقم الوضع الإنساني جراء الحرب التي فرضتها الميليشيات الحوثية الإرهابيين المدعومة من إيران على الشعب اليمني الشقيق.

وأشار إلى أن المملكة أعلنت خلال مؤتمر المانحين لليمن ٢٠٢١م عن تقديم مبلغ(٤٣٠,٠٠٠,٠0٠) أربعمائة وثلاثين مليون دولار أمريكي، لدعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن لعام ٢٠٢١م وقد تجاوز إجمالي ما قدمته المملكة لليمن مبلغ (١٩) مليار دولار أمريكي، من خلال العديد من الجهود التي يبذلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ومشروع "مسام" لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام.

وأكد أنه من ضمن مساعدات المملكة تقديمها منحة مشتقات نفطية بمبلغ (٤٤٢) مليون دولار أمريكي من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن لتشغيل محطات الكهرباء في المحافظات اليمنية المحررة.

واختتم حديثه بأن الثابت والمتحول في السعودية هو حديث الساعة حول العالم اليوم، والفضول الذي يعتري كثير من سكان العالم حول المملكة تحول إلى شغف بقراءة منجزها ما بعد الرؤية، بل الرهان عليه وتحويله إلى أنموذج أو محاولة استهدافه من دون جدوى، وحتى لا نقف عند التحولات التي كسرت كل الصور النمطية ونطمئن بالاعتزاز بالثابت.

المصري : السعودية  تقود المنطقة بالفكر والعلم والوسطية

قال رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري إن السعودية  تقود المنطقة بالفكر والعلم والوسطية، إنها ليست كأي بلد.

وأضاف المصري أن السعودية تقود وتغير الواقع الحالي، مؤكدا أنه لا يجامل.

وأشار المصري إلى أنه عندما يتكلم عن السعودية فإنه يتكلم من كل قلبه أنها اليوم تقود الزمن الحاضر بعلم وفكر، لتغير المجرى.

وبين المصري أن ما تقوم به السعودية من مبارزة قومية تُحرك العالم العربي، لنسير بالاتجاه الصحيح.

ولفت المصري الى أن الأردن يتعرض لخطر من الغرب، في الوقت الذي قد تتعرض الصين لعدوان، قد تتعرض له بالأردن، ولا بد من العمل مع السعودية لحماية أمننا.

كلاب:  الادارة السعودية تعمل على "ثورة" من التطور الكبير في المملكة

 من جهته تحدث الكاتب الصحفي عمر كلاب عن كثير من القضايا والمواضع ذات الصلة بين الاردن والسعودية خاصة ملف العلاقات الاقتصادية وصناديق دعم الاستثمارات في الاردن .

واضاف في حديثه انه كثير من القضايا بين البلدين ذات ارتباط  كبيرعميق وتحتاج الى ايضاحات خاصة في الملف الايراني ومدى الشعور بالخطر على مصالح البلدين من التمدد الايراني في المنطقة ، متسائلاً عن توفر  مشروع لدينا لمواجهة إيران ؟.

واشار الى ان الادارة السعودية ممثله بخادم الحرمين الشريفين وولي العهد الامير محمد بن سلمان تشكل اليوم حالة من النجاح و تعمل "ثورة" من التطور الكبير في المملكة وعلى كافة المجالات والاصعده.

من جهته قال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية الدكتور زيد عيادات ان العلاقات الاردنية السعودية اكثر تطوراً وارتباطاً من اي وقت مضى وان الأردنيون يشعرون أن العلاقة بين البلدين اكبر من وقت مضى .

 

النائب زيد العتوم قال ان السعودية تمثل حالة من التطور والتقدم  بصورة مبهره و في كافة المستويات حيث تشهد نقلة نوعية في عدة مجالات .

 وهذا ما اكد عليه النائب خيري ابو صعليك حيث اشار الى حجم التقدم والتطور الاقتصادي الذي تشهده العربية السعودية مشيداً في الجانب الاستثماري في السعودية ودعم الاردن في عدة مشاريع .

من جهته وجه النائب عمر عياصرة عدة تساؤلات عن الدور السعودي السياسي في المنطقة وخاصة  عن التواجد او النفوذ الايراني في الشمال الافريقي  وهل هناك وزن ايراني في تلك الدول ، في ظل غياب التمثيل الدبلوماسي العالي عن حضور القمة العربية المقامة في الجزائر .

ايمن المجالي اكد ان القيادة الأردنية لن تنسى دور ومواقف السعودية ونتمنى أن تستمر لاخراجنا من ازماتنا خاصة الاقتصادية مشيداً بدوها في هذا المجال تجاه كافة اقطار الوطن العربي .

كما واشاد بالموقف السعودية الاخير في أوبك بلس والذي اثبت في تكوين مستقبل العالم وان مستقبل العالم العربي الى الامام لما له من دور في رسم السياسية الاقتصادية على مستوى العالم.