وزير الداخلية الاسبق مازن الساكت يتحدث في مسارات عن الاصلاح الاداري والسياسي

مسارات تنظم جلسة حوارية الاصلاح الاداري والسياسي ...النتائج المرجوة

  • الساكت : تجارب اشخاص او الدولة في تشكيل الاحزاب احبط الشارع  من عملية التحزيب
  • الساكت : الحياة الحزبية لم تنجح بسبب عدم نضوج الوعي في المسالة الديمقراطية
  • الساكت : الربيع العربي جاء كحدث تاريخي نتيجة حالات التفرد بالسلطة والفساد
  • الساكت : الاردن مر في مرحلة سياسية لم يبقى فيه الا الاتجاه الاسلامي وظهور اتجاه اخر يمثل الليبرالية
  • الساكت : التجربة الليبرالية  جاءت بنتائج عكسية مثل البرامج الدولية المفروضة و خلق اقتصاد ضعيف ومتضخم
  • الساكت : نصدر التصريحات اننا حريصون على الطبقة الوسطى وتفرض ضريبة المبيعات والدخل على جيوب المواطنين
  • الساكت : نعاني من هدر مالي كبير في العطاءات ومكافأة الموظفين التي تفوق الرواتب احيانا
  • الساكت : وزارة تصدر في عام واحد 400 مليون اوامر تغيرية للعطاءات بلا محاسبة او معاقبة
  • الساكت : مشروع الاصلاح الاداري غير قابل للتنفيذ او النجاح بسب عدم وضوح الجهة التي تقوده وتنفذه
  • الساكت: البرلمانات في الاردن تشهد تراجع بحكم تراجع الحياة السياسية ودخول المال السياسي في الوصول إلى مقاعد البرلمان

عمان –

قال وزير الداخلية الاسبق وعضو مجلس الاعيان مازن الساكت  ان تجارب بعض الاشخاص او الدولة من خلال اشكال التدخل في تشكيل الاحزاب احبط الشارع الاردني من عملية التحزيب والتحول السياسي على الرغم من محاولات بعض الجهات والاشخاص ايجاد قنوات سياسية وبرامج سياسية.

واشار الساكت خلال ندوة حوارية نظمتها مؤسسة مسارات للتنمية والتطوير بعنوان الاصلاح الاداري والسياسي ...النتائج المرجوة بحضور نخبة من السياسيين والإعلاميين والاكاديميين والقانونين ، الى ان الحياة الحزبية لم تنجح بسبب عدم نضوج الوعي في المسالة الديمقراطية والتي هي ليست قرارا ولا رغبة بل هي تطور سياسي واقتصادي و اجتماعي تاريخي للمجتمعات المتقدمة.

واكد اننا لم نشهد تقدما حقيقيا ولم نستطيع ان نضع مقايس للتقديم الديمقراطي منذ العام 1989 الذي شهد اول نموذج ناجح من نماذج التطور في التجارب الديمقراطية ، وبالتالي لم نحقق اي نجاح واضح وبقينا نتحدث عن ازمة الحياة السياسية والحزبية مقابل السلطة والقوى المختلفة.

واشار الى صراع المعسكرات المختلفة التي ادت الى سقوط الحقبة التاريخية في نهاية الثمانينيات التي اتسمت في التوجه للخيار الديمقراطي واخذ يفرض وجوده واخذت بعض القوى تبني هذا النموذج الذي جاء بقرار من الراحل الملك الحسين وذلك نتيجة قناعات النظام السياسي.

وبين اننا بعد العمل في هذه التجربة التي مر عليها اكثر من 33 عام لم نستطيع ان ننجز ما قمنا به او نتوقعه لا سباب عديدة منها حدوث متغيرات في النظام العالمي الجديد والذي انتشر على معظم دول وشعوب العالم حيث اصابنا فراغ سياسي حتى ان بعض البرامج تراجعت امام بناء الاصلاحات ولعل قانون الصوت الواحد ابرز الامثلة عليها .

واوضح ان بالربيع العربي جاء كحدث تاريخي نتيجة حالات التفرد بالسلطة والفساد وكل اشكال الخلل التي تعاني منها المجتمعات ونتيجة نظام اقتصادي جديد فرض على الناس فاصبح "الانفجار" الذي احدث الفراغ السياسي الذي التقطت الاسلامي السياسي ممثل بالأحزاب الاسلامية والمخابرات الدولية  والتي ساهمت في غياب الحالة الوطنية في بناء الدول التي اصابها التغيير.

واكد على انه ليست كل مشكلاتنا لها علاقة بالسلطة بل ان لها ارتباط بواقعنا الذي نعيشه ، مشيرا الى انه ليس لدينا تجربة في بناء الاحزاب نحن لدينا تجربة تشكيل ظهور الاحزاب من حيث برامجها و مواقفها والاشخاص الذين خلفها حيث ان بناء الاحزاب مسالة غاية بالصعوبة  فالأحزاب تتجمع في حدث تاريخي او هدف معين ، ويجب ان تكون ممثله وبرامجية وليست متشابهة في برامجها .

وقال ان الاردن مر في مرحلة سياسية لم يبقى فيه الا الاتجاه الاسلامي بمعنى الاسلامين وظهور اتجاه اخر يمثل الليبرالية وهو عبارة عن مجموعة من الشباب المتعلمين في الجامعات الغربية وكان لديهم العلم والمعرفة والتجربة لكن مع الاسف الامور جاءت عكسية لان هذا الاتجاه مثل البرامج الدولية المفروضة و خلق اقتصاد ضعيف واصبح متضخم حيث ادخلوا البلاد في تطور اقتصادي اجتماعي لم نستطيع ان نتحملها مثل برامج الخصخصة .

وانتقد الساكت فرض ضريبة الدخل التي تكلف المواطن 16 بالمئة من دخله كذلك ضريبة المبيعات على كل شي حيث حصلت منها الدولة بإحدى السنوات ما يقارب 180 مليون للموازنة منها حوالي  123 مليون من جيوب الموظفين والمواطنين والبقية من الصناعة والتجارة والقطاعات الاخرى ونستغرب اصدار التصريحات بين الحين والاخر انهم حريصون على الطبقة الوسطى .

وشدد الساكت ان الاقتصاد بحاجة حلول على مستويات متعددة ومنها المشاريع الاستراتيجية وعلينا توجه راس المال والاستثمارات الى الاستثمار الحقيقي ، ونوقف الهدر المالي خاصة في بعض الوزرات ومنها على سبيل المثال وزارة الاشغال التي اصدرت في عام واحد 400 مليون اوامر تغيرية بلا محاسبة او معاقبة .

وحول الادارة العامة قال الساكت ان هذا موضوع شائك لكن الحديث عن الهيكلة والموارد البشرية خاصة بعد الى وصلت المؤسسات المستقلة اكثر من المؤسسات الرسمية الى وضع افقد هيبة الدولة ، ورغم عدة توصيات بإلغاء عشرات المؤسسات المستقلة ووزارات  ايضا حتى نصل الى مرحلة الرشاقة في الجهاز الاداري الحكومي الا ان هذا لم يحصل .

وبين ان مشروع الاصلاح الاداري غير قابل للتنفيذ او النجاح بسب عدم وضوح الجهة التي تقوده وتنفذه او البرامج التي ظهرت من المشروع بعد صرف عشرات الملايين على برامج لم تقدم شي مشيراً الى ان التعينات خارج جدول التشكيلات لأشخاص غير حاصلين على شهادات علمية  ساهم في صنع الترهل في المؤسسات .

وانتقد ما يحدث في الموازنات العامة من زيادات وصرف مكافئات للموظفين تكون اعلى من الراتب نفسه وبعد فترة تصبح جزء من الراتب وتضم له وتخضع للضمان الاجتماعي الامر الذي ساهم في اللحاق خسائر كبيرة وعجز بموازنات الدولة  على مدار السنوات الماضية .

وخلال اجاباته على عدة استفسارات من الحضور تحدث الساكت عن تطور مسيرة الحراك في الاردن وتعامل الدولة مع الحراك الذي تعرض للضعف بسبب عوامل القوى التي أدت إلى تراجعه ، مشيرا الى ان استراتيجية الدولة لم تكن قمعية بل على اعلى درجات الانضباط خاصة ابن تولية وزيرا للداخلية وان حادثه ساحة النخيل كان قد تفقد الاجهزة قبل نزول المحتجين حتى يتأكد من عدم حمل اي سلاح ضد المعتصمين .

وبين انه كان يتوقع ضعف المشاركة في المسيرة في ذلك الوقت بناء على اتصالات وزيارات قام بها مع عدة جهات وقوى حزبية ودخل معهم في حوار  سياسي حدد من المشاركة في الاعتصام في ذلك الوقت ، مؤكدا ان الدولة كانت تحاور الجميع وكان همنا الا تنزل قطرة دم واحدة خلال الربيع العربي .

وأشار إلى ان البرلمانات في الاردن تشهد تراجع بحكم تراجع الحياة السياسية ودخول المال السياسي في الوصول إلى مقاعد البرلمان لكن لابد للأحزاب أن تبذل جهودها وتعرض نفسها حتى تغير وجهة البرلمان وتغير المشهد السياسي.

ودار حوار وناقش بين المتحدث في الجلسة وعدد من الحضور والذين اوردوا عدد من الملاحظات والنصائح لتطوير الحالة السياسية في الاردن حيث قال الحزبي ابراهيم ابو زيد ان للشباب دور كبير في الحياة السياسية والدولة لم تسمع لهم ابان احداث دوار الداخلية حيث كان يجب على الدولة الاستماع لهم ومعرفة ما يقدموا من حلول وافكار .

الكاتب والنائب السابق نبيل الغيشان قال انه يتفق مع الضيف فيما طرح خاصة في مسالة عدم انعكاس الاصلاح على حياة الناس وخدمات الدولة مؤكدا ان هذا لا يمثل اصلاح حقيقي الاصلاح ايضا له شروط للنجاح لا يمكن ان يصل الى المحطة الاخير في جو مشحون ونحن مجتمع متوتر ولابد من حل لكثير من القضايا وأزالة كثير من المخاوف.

واكد اننا لم نحقق او نصل الى ما يعرف بالحكومات البرلمانية لكننا حققنا برلمانات حكومية اي تابعة للحكومات وذلك بسبب ما يحدث في كل انتخابات من تدخلات لصالح فلان وفلان اضافة الى ادارت الانتخابات من خلال  المال الاسواد الذي سيطر على كثير من المناطق الانتخابية . 

المحامي حسام الخصاونة  اكد ان الدولة فشلت في كثير من الحلول التي طرحتها خاصة في موضوع البطالة والفقر وارتفاع حالات الهدر العام لأموال الدولة بالتالي ساهم هذا كله في التراجع والغياب العام للشباب والخوف من المستقبل .

الحزبية روان الحياري قالت انني اتفق مع المتحدث في الجلسة بان ولادة الاحزاب تكون بحدث تاريخي او هدف تاريخي متسائلة هل لدينا اليوم هدف للأحزاب وهو اعادة الثقة في المؤسسات وهل حاولت النقابات المهنية ان تحتل هذا الفراغ ؟ مشيرةً انه لا بد من تأطير ومشاركة الناس بالأحزاب حتى يشعرون انهم جزء من المشروع كوننا نلاحظ العزوف من الشباب والمرأة عن الاحزاب .

الاعلامي مزيد العرمان  قال ان هناك حلقات مفقودة في العمل السياسي و التنمية السياسية ونحتاج ان نفهم الى اين نريد ان نذهب في هذا الموضوع؟ مشيراً الى ان هناك اشكاليات والمقاربة في موضوع النخب والقادة السياسيين  حيث نشهد حالة فشل من موضوع النخب والقادة السياسيين وان مؤسسات غير قادرة على انتاج هذه النخب .

من جانبه قال الوزير الاسبق سامي الداود  ان تجربتنا بالأحزاب و تجربتنا السياسية في الاصلاح وافراز الاحزاب وبناءها ، ونشر ثقافة الوطنية والحياة السياسية تحتاج الى اعادة الامل اليها واننا على ثقة ان الحوار والجلسات المتعددة هي السبيل للإعادة الثقة .

النائب الاسبق ادب السعود قالت اننا فشلنا في وضع النموذج الديمقراطي متسائلة من الذي يضع هذا النموذج الفاشل لنا وكل المسؤولين لا يضعون الحل المناسب للمشكلات بالتالي على اي اساس نضع اشخاص فاشلين لا يقدمون الحلول .