>

سياسيون واعلاميون يناقشون مكاسب العرب من زيارة الرئيس الأمريكي

 

أكد سياسيون وكتاب صحفيون على أهمية الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط باعتبارها جاءت في ظروف سياسية واقتصادية صعبة تمر بها المنطقة والعالم .

وشدد الحضور خلال الجلسة التي عقدت في مؤسسة مسارات الاردنية للتنمية والتطوير تحت عنوان " زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة والحراك الاقليمي " أن العالم العربي حقق الكثير من المكاسب السياسية للزيارة.

وفي بداية اللقاء الذي إدارة نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة مسارات الأردنية للتنمية والتطوير النائب عمر العياصرة رحبت الوزيرة السابقة ريم ابو حسان الرئيس التنفيذي لمؤسسة مسارات بالحضور مؤكدة على دور المؤسسة في الحوار والنقاش في القضايا المحلية والعربية والاستماع إلى وجهات نظر الخبراء حول ما يحدث في العام من مستجدات.

العياصرة : الزيارة ضمن الحرب الأمريكية الباردة تجاه خصومها

النائب عمر العياصرة قال بداية الجلسة أننا أمام تساؤلات كثيرة حول زيارة الرئيس بايدن كونها تأتي في توقيت والظروف حساسة وهذا أمر يحتاج البحث والنقاش من الحضور .

وأشار العياصرة إلى ان موضوع زيارة الرئيس الأمريكي الأخيرة ،جدير بالاهتمام والمتابعة والمناقشة بهدوء وبعقل بارد بعيد عن الايدلوجيا أو التخندق وذلك للأثر الكبير المترتب على تلك الزيارة  وما تركته من نتائج على الصعيد الوطني والإقليمي لدول المنطقة في مختلف الملفات التي تناولتها الزيارة.

وتساءل عن  الرسالة السياسية من الزيارة تجاه خصوم الولايات المتحدة  خاصة روسيا والصين التي عملت على ملء الفراغات في المنطقة العربية وقربها من دول الخليج العربي المصدرة للنفط والغاز.

وقال العياصرة أن السؤال الكبير اليوم عن المكاسب العربية من الزيارة وخاصة العربية السعودية التي أظهرت مؤخرا ملامح جديدة لإدارتها مختلفة عن السابق   خاصة بعد تصريحات كبيرة من قبل المسؤولين السعوديين .

 المومني: الزيارة امتداد للوجود الأمريكي العسكري والاقتصادي

 استاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني قال ان الزيارة تشكل نوع من السياسة الأمريكية وحواراتها السياسة الخارجية، وانها تشكل إعادة تعين للوجود الأمريكي في المنطقة.

وأشار إلى أن الوجود الأمريكي في المنطقة سواء السياسي العسكري الاقتصادي وهي تشتبك مع كافة القضايا المنطقة معتبرها انها لم تنسحب من اي من القضايا او الملفات المطروحة.

وبين ان استراتيجيات الأمن الأمريكي تؤكد على  الاهتمام في المنطقة ضمن المتغيرات السياسية والاقتصادية وما قد يحدث للمصالح الأمريكية.

 الدعجة: انتصارات وعودة الثقة العربية

الدكتور هايل ودعان الدعجة أكد على أن الزيارة حققت انتصارات مهمة للجانب العربي ، حيث أكدت خطابات القيادات العربية على عودة الثقة في القرار العربي.

وبين ان الزيارة شكلت انعطافه في الواقع العربي بعد حديث عربي مشترك عن القضايا التي تمر بها المنطقة العربية والتخوفات التي تركتها الحرب الروسية الاوكرانية.

وقال إن الزيارة تشكل بحث الإدارة الأمريكية عن الحلول العالمية لكثير من الازمات التي تعصف في المنطقة والعالم والاستماع إلى الرأي العربي حولها.

وأكد ان الزيارة أفرزت شروط عربية في اندماج إسرائيل في المنطقة وتحقيق السلام معها وهي فكرة مطروحة من عشرات السنوات.

 الرواشدة : لا مصلحة للعرب في العداء مع ايران

من جهته قال الكاتب حسين الرواشدة ان المنطقة العربية شهدت تغيرات وتحولات كبيرة ، مشيراً إلى انه لا يوجد لدينا مشروع سياسي او الاقتصادي يوحد الجسد العربي والذي ظهر خلال الفترة الماضية.

واكد انه ليس من مصلحة الدول العربية أن تكون على علاقات مع ايران وليس للعرب مصلحة ان يجعلوا إيران عدو او خصم لهم .

وأشار إلى العلاقات و الروابط  القديمة بين الاردن  وإيران خلال فترات ماضية وأنها يجب أن تعزز من جديد.

الحوارات : الزيارة جزء من الحرب الباردة ضد أعداء امريكا

من جهته أشار الخبير والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات أن زيارة الرئيس الأمريكي تشير إلى عقلية الحرب الباردة التي يتمتع بها جو بايدن، وهو يجهز لها وما الزيارة الا جزء من خطط الحرب الباردة.

وقال إن هناك تغير في الاستراتيجية الأمريكية بعد الاعتداء على احد خلفائها خلال الغزو الروسي على أوكرانيا .

وأكد أن اسرائيل استثمرت الزيارة بالحصول على مكاسب مختلفة أبرزها الالتزام بأمن إسرائيل، ومحاولات ادخال واشنطن الحرب ضد إيران الا أن بايدن لم يقدم  تنازلات لإسرائيل بهذا الخصوص.

وبين أن المكسب الكبير حققته ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حيث شكلت الزيارة اعترافاً بمملكة ولي العهد السعودي لاحقا.

وأكد ان الرئيس بايدن لم يعطي أو يقدم  ضمانات امريكية لدول الخليج في حال مهاجمتها من قبل إيران بالدفاع عنها.

 الرنتيسي : الزيارة لم تكن لبحث القضية الفلسطينية

الكاتب الصحفي أسامة الرنتيسي أكد على غياب الرواية الرسمية لما حدث في الزيارة وقال كنا نتمنى على المسؤولين وضع الشارع في مخرجات الزيارة خاصة ما خفي عن شاشات التلفزة، الأمر الذي يعطي انطباع بفشل الزيارة فلا ابعاد سياسية فيها.

واضاف سمعنا خطابات من قادة عرب عن القضية الفلسطينية وهي مغيبة عن أولوياتهم خلال سنوات مضت، وما نشاهده اليوم  مجرد تنمر اما شاشات التلفاز.

وبين ان الزيارة لم تكن لبحث القضية الفلسطينية أو إيجاد اي حلول لها بقدر ما كانت إقامة وتقوية العلاقات مع المملكة العربية السعودية بحسب ما وصفتها وسائل الاعلام والصحافة الأمريكية.

 كراجه : بايدن ظهر وكأنه ينافس ترامب في تصفية القضية الفلسطينية

المحامي سائد كراجه قال ان الشرق الأوسط قبل وبعد زيارة بايدن لم يتغير شيء لا من حيث المفاهيم ولا بالقوى مشيراً إلى ان القيادة الأمريكية ليست معنية باي حرب في المنطقة.

وبين ان الزيارة تشكل محطة انتخابية بامتياز لصالح الرئيس الأمريكي ولمعالجة اي أخطاء وقعت قبيل وقوع الحرب الروسية الاوكرانية.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي بايدن  لم يكن مهتم في القضايا العربية المصيرية وخاصة القضية الفلسطينية حيث لم تناقش كقضية مركزية بل ظهر في الزيارة وكانه ينافس الرئيس الأمريكي السابق ترامب في تصفية القضية الفلسطينية.

شحادة: المصالح الأمريكية تفرض الزيارة إلى الشرق الأوسط

وزير الاستثمار الأسبق مهند شحادة أكد انه علينا أن ننظر للأمور من جوانب متعددة وبعيدة عن ما يثار من خلافات حول العالم خاصة أمريكا والصين فهناك تعاون اقتصادي كبير بين الطرفين.

وبين اننا لم نتطرق إلى تأثير الحرب الروسية الاوكرانية على أوروبا حيث لها تأثير كبير ونلاحظ بدايتها على انخفاض اليورو.

وأشار إلى أن الزيارة الأمريكية  تأتي من باب الحفاظ على المصلح الأمريكية التي تفرض ان يأتي الرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط.

بني ارشيد : تراجع الاهتمام والدعم الأمريكي لإسرائيل

من جانب  اعتبر السياسي زكي بني ارشيد  أن الرئيس الأمريكي بايدن ليس الزعيم الأمريكي الوحيد الذي، يزور المنطقة وليس الوحيد الذي، يطرح مبادرات بما يسمى عملية السلام.

وأشار إلى ان الرئيس الامريكي السابق ترامب كان له مشروع مشابه لأنشاء الحلف الذي يطرحه بايدن اليوم وهو بمثابة دعاية انتخابية للانتخابات الامريكية المقبلة.

وبين أن الحرب الروسية الاوكرانية كشفت متغيرات عالمية جديدة وأسست لنظام عالمي جديد كما فعلت جائحة كورونا.

وقال نلاحظ ان إسرائيل تراجعت في الأجندة الأمريكية والاهتمام توجه إلى قضايا أخرى حتى أوروبا ، كذلك الدور الاقليمي الاسرائيلي تراجع ولم تعد قادرة على حماية مصالها والمصالح الأوربية خاصة بعد خسارتها للحرب في غزة العام الماضي وهذا يشير إلى تراجع او توقف الدعم الأمريكي لها.

النوايسة : الاردن مشترك بملفات الزيارة وخطاب الملك كان واضح في تسوية القضية الفلسطينية

من أشار الخبير السياسي الدكتور زيد النوايسة إلى أن الحرب  الروسية الاوكرانية غيرت المنطقة وغير كثير من المصالح العالمية.

واكد على اهمية الزيارة للجانب الإسرائيلي والفلسطيني بالرغم من حالة الهشاشة التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني.

وبين أن تفاصيل الزيارة تكمن في اللقاء الأمريكي السعودي ، وتوجيه رسالة إلى طهران وروسيا التي تحاول اليوم كسر الأحادية في العالم خاصة على الصعيد الاقتصادي.

وبين أن الاردن مشترك بشكل رئيسي في الملفات التي طرحتها الزيارة وان حديث الملك كان باتجاه واضح وهو تسوية القضية الفلسطينية وهي المحور الرئيسي في المنطقة إضافة إلى التأكيد على  الاعتراف بالوصاية الهاشمية على المقدسات وطرح مزيد من المساعدات الأمريكية.

ماضي: الحلف العربي مشروع قديم

من جانبه أشار أستاذ العلوم السياسية الدكتور بدر الماضي إلى الاشتباك الأردني المستمر مع القضية الفلسطينية وان حديث الملك عبدالله الثاني كان واضح وأكد فيه على أهمية حل القضية وتسويتها والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في الوقت الذي يربط فيه قادة عرب دعم فلسطين والقضية في حل الخلافات بين الأطراف السياسية في فلسطين.

وبين أن الحديث عن انشاء حلف عربي ليس جديد وهو مشروع منذ العام ٢٠٠٥ وتم الإعلان عنه في الكويت وتبعه عدة اجتماعات بين قادة سياسيون وعسكريين

واكد على أن الحلف لن تكون مهمته مواجهة إيران أو موجه ضدها فهناك ملفات كثيرة تسعى دولة المنطقة إلى حلها.

العثامنة: الزيارة اشارت الى حجم تأثير العالم اقتصاديا

من جانبه تحدث الاعلامي مالك العثامنة المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والدراسات التحليلية عن تأثير الازمة الروسية الاوكرانية على الاقتصاد العالمي وحجم الخلل في امدادات الطاقة على العالم وارتفاع اسعار النفط .

وتحدث عن دور السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الوريث الشرعي الوحيد للقضية الفلسطينية.

العكايلة : تعاطي وفهم للسياسة العالمية

 من جهته اشار المهندس احمد العكايلة الى التغييرات في العالم واهمية الفهم الصحيح للسياسة العالمية ،مشيرا الى اهمية الوصف الدقيق للتعاطي مع السياسية الامريكية في الشرق الاوسط.

البرماوي : الزيارة رفعت ثقة الشعوب العربية بقادتها

من جهته اعتبر الصحفي جميل البرماوي ان اختيار المملكة العربية السعودية لاقامة اللقاء يعطي دلالات عن اهداف الزيارة والمساعي الامريكية التي كانت تسعى لتحقيقها .

واضاف ان النتائج التي خرجت بها القمة "صادمة" حيث كانت التوقعات في اطار واتجاه معين لكن النتائج جاءت مختلف تماما ، وهذا انعكس على ثقة الشعوب العربية بقياداتها بشكل ايجابي اذا مع تم مقارنتها مع المكتسبات التي حققتها الادارة الامريكية في زيارات سابقة .