الراحل أبو عودة حالة نادرة بالسياسة وأقوى فكريا من الشهيد وصفي
المسارات التي ذهب إليها ضيوف الجلسة الحوارية التي خصصتها مؤسسة مسارات الأردنية للتنمية والتطوير للاضاءة على بعض زوايا حياة عدنان ابو عودة “المفكر والسياسي” كانت فرصة للأطراف المشاركة لرسم مشهد اللحظة السياسية الراهنة.
الدكتور مروان المعشر نائب رئيس وزراء أسبق، والدكتور بسام العموش الوزير الاسبق والدكتور محمد ابو رمان وزير الثقافة الاسبق، والكاتب والخبير الاقتصادي الاستراتيجي الدكتور انور الخفش. هؤلاء هم من رسموا بورتريه المسؤول الأردني الحالي. المسؤول والمسؤولية. الوطن والناس.
بالطبع هناك النائب عمر عياصرة الذي أدار الجلسة، وكان خلال ذلك يحكّ طوال الوقت على جرب المرحلة. و”يحرّش” الحضور، بتلطيشاته.
عموما. بشيء من الدبلوماسية عند بعضهم وبكثير منها عند آخرين أجمع المتحدثون الرئيسيون في الجلسة على أن الأردن يفتقد إلى رجال البناء.
الكثير من الشواهد راح يخطونها عبر مسارات الحديث عن الراحل أبو عودة.
هذه واحدة، أما الأخرى فتلك التي فشلت فيها الدولة والمجتمع، في الاستفادة من مدرسة عدنان أبو عودة ليتحول عقله الى طريقة تفكير سياسية أردنية يجري تدريسها ليس للسياسيين وحسب، بل وللأكاديميين أيضا.
هذا فشل أدركه الكثير من المختصين المطلعين على مدرسة أبو عودة في حياته، ثم مضى فكان عليهم ان يأسفوا على الخسارة. لا مدرسة سياسية يمكن اليوم أن نوقع بها الأداء السياسي الأردني. وكما قال د. المعشر: نعيش على القطعة.
أقسى توضيح لهذه المسألة جاء على لسان الدكتور بسام العموش الذي تطرق الى ثنائية الرجال والذكور في قصة رواها.
على أية حال، الشخصيات الأربع جميعها كانت مقربة بصفة او بأخرى من أبو عودة، ومطلعة جيدا على ما سيجعلها تندم ان الأردن لم يخسر أبو عودة بالموت، فالكل يموت، بل لعدم الاستفادة في حياته، من فكره وطريقة رؤيته للأحداث السياسية وتراثه الذي كان يمكن أن يتحول الى مدرسة. مدرسة بكامل عقلها. لكن من قال إن الراهن فيه عقول؟ هذا شأننا في كل موضع. نخسر ثم لا نعود نندم على خساراتنا. ويكأننا نعيش في المقبرة.