>

المعشر: من المبكر حسم نتيجة الانتخابات الاميركية منذ الآن

المعشر: من المبكر حسم نتيجة الانتخابات الاميركية منذ الآن


•انسحاب بايدن ضرورة استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على ما تبقى من نفوذ الحزب الديمقراطي

•الولايات الشمالية المتأرجحة هي الورقة الرابحة بالنسبة لهاريس

•اختيار تيم والز يأتي حتى يجنب هاريس خسارة المجتمع العربي في ميشيغان

•نظرة الديمقراطي للقضية الفلسطينية ستتغير بعد مرور 10 سنوات على الأقل


•أوسلو قدمت مفاوضات مدتها 5 سنوات للوصول إلى حل، إلا أن هذه المفاوضات امتدت إلى 30 سنة

. المعشر لا حل سياسي قريب للقضية الفلسطينية والعملية السياسية يجب ان تنتهي بهدف محدد
 
. الكتلة العربية بدأت تتأطر وتصبح أكثر تاثيرًا







قدّم نائب رئيس الوزراء الأسبق معالي مروان المعشر، خلال جلسة في مركز مسارات الأردنية، وجمعته بنخبة من المحللين السياسيين، والصحافيين، تحليلًا معمقًا لتعقيدات النظام الانتخابي الأميركي، مشددًا على أهمية فهم الآثار الأوسع نطاقًا للنتائج الانتخابية في الولايات المتحدة.

وأشار المعشر إلى أن استمرار وجود بايدن في السباق الانتخابي يشكل خطرًا كبيرًا على مكانة الحزب الديمقراطي في الكونجرس، فالديمقراطيون يجدون، أن مكانهم اهتزت بالفعل بسبب خسارة أغلبيتهم في مجلس الشيوخ، وهم الآن يواجهون مجلس نواب يسيطر عليه الجمهوريون، ما يعني أن انسحاب بايدن لا يصبح مجرد ضرورة سياسية بل ضرورة استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على ما تبقى من نفوذ الحزب.

وأوضح المعشر أن هذا القرار لم يكن سهلًا، فقد كان نتيجة مداولات داخلية مكثفة داخل الحزب الديمقراطي، حيث قيل إن شخصيات بارزة أوضحت لبايدن خطورة الموقف، وأن ترشيحه لم يعرض فرص إعادة انتخابه للخطر فحسب، بل إنه يعرض أيضًا حظوظ الحزب الانتخابية الأوسع نطاقًا كذلك، بما يشمل المقاعد الحاسمة في الكونجرس.

وبالانتقال إلى المرشحة كامالا هاريس، فإن المعشر يعترف بدورها كشخصية حاسمة في مستقبل الحزب الديمقراطي، فهي كانت قد أظهرت قدرة ملحوظة على حشد الدعم المالي للحزب والتواصل مع شريحة من جناح الشباب في الحزب الديمقراطي - وهي الفئة الديموغرافية التي كافح بايدن لإشراكها.

وبيّن أن هذا الدعم من الناخبين الأصغر سنًا أمر بالغ الأهمية، نظرا للتأثير المتزايد للعناصر الأصغر سنًا داخل الحزب، ممن يشكلون بشكل متزايد اتجاهات سياسته، مضيفًا أن ترشيح هاريس مدعوم أيضًا بعامل السن، وخاصة عند مقارنته بدونالد ترامب.

ومع ذلك، يسارع المعشر بالإشارة إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها هاريس، وخاصة في الولايات الجنوبية، والتي غالبًا ما يشار إليها باسم "ولايات الشمس"، في وقتٍ يمثل الجنوب فيه معقلًا للجمهوريين، ما يؤكد أن تأمين طريق إلى النصر، يتطلب من هاريس أن تركز جهودها على الفوز بالولايات الشمالية الرئيسية المتأرجحة - بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن - وهي الولايات التي كانت تتأرجح تاريخيًا بين الحزبين وهي حاسمة لأي محاولة رئاسية ناجحة.

وفي خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز فرصها في هذه الولايات الشمالية، اختارت هاريس تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا، كمرشح لمنصب نائب الرئيس، ليقول المعشر أن هذا القرار كان محسوبًا بعناية. في حين أن حاكم ولاية بنسلفانيا ربما بدا خيارًا واضحًا نظرًا لأهمية الولاية الانتخابية، فإن تعقيدات السياسة الإقليمية جعلته خيارًا أقل قابلية للتطبيق، فمن المرجح أن يؤدي موقف حاكم ولاية بنسلفانيا المثير للجدل بشأن إسرائيل، وخاصة معارضته لحل الدولتين وآرائه المتشددة بحق الحركات الطلابية، إلى تنفير الناخبين في ميشيغان، والتي تتمتع بمجتمع عربي أمريكي كبير، يصل إلى نحو نصف مليون شخص.

ثم ينتقل تحليل المعشر إلى الديناميكيات المتطورة داخل الحزب الديمقراطي، وخاصة فيما يتعلق بموقفه من إسرائيل، فالمعشر لا يعتقد أن هناك حلًا سياسيًا قريبًا للقضية الفلسطينية، إلا أن المستقبل واعد بالنسبة لها، لعدة عوامل، منها: الجناح الشبابي في الحزب الديمقراطي، والذي بشكل اليوم ربما 20% من الحزب، مشيرًا إلى أن هذه النسبة قد لا تكفي لتغيير السياسة الأمريكية للحزب الديمقراطي بالنسبة للقضية الفلسطينية، إلا أنها قد تحدث فرقًا بعد مرور 10 سنوات.

ويستشهد المعشر بمقالات ناشئة تشير إلى أن بايدن قد يكون آخر رئيس ديمقراطي يدعم إسرائيل بشكل لا لبس فيه، وهي علامة على خيبة الأمل المتزايدة من السياسة الأمريكية الحالية بين الديمقراطيين الأصغر سنًا.

وعلاوة على ذلك، يسلط المعشر الضوء على التحول الديموغرافي في السياق الإسرائيلي الفلسطيني والذي قد يكون له آثار عميقة على المستقبل. فلأول مرة، يشكل الفلسطينيون الآن أغلبية في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل من نهر الأردن إلى البحر. وهذا الواقع الديموغرافي، الذي يتميز بارتفاع معدلات المواليد الفلسطينيين مقارنة بمعدلات الإسرائيليين، يعيد تشكيل معالم الصراع. والمجتمع الدولي، الذي نظر منذ فترة طويلة إلى حل الدولتين باعتباره المسار الوحيد القابل للتطبيق للسلام، قد يجد قريبًا أن هذا النهج أصبح غير قابل للاستمرار بشكل متزايد في مواجهة هذه التركيبة السكانية المتغيرة.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الاتجاهات الطويلة الأجل، يعرب المعشر عن تشاؤمه العميق بشأن آفاق حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في الأمد القريب، محذرًا من أن نجاح ترامب من المرجح أن تؤدي إلى تفاقم الوضع، وخاصة في ضوء خطة "صفقة القرن"، المؤيدة لضم مساحات كبيرة من الضفة الغربية من قبل إسرائيل.

كما يتناول المعشر المشهد السياسي الإسرائيلي الأوسع، مشيرًا إلى أن الإحجام عن الانسحاب من الأراضي المحتلة لا يقتصر على الائتلاف الحاكم الحالي، بل هو شعور سائد عبر الطيف السياسي الإسرائيلي، موضحًا أن اتفاقية أوسلو لم تتكلم عن إنهاء الاحتلال إسرائيلي من جانب، أو حتى عن دولة فلسطينية من جانبٍ آخر، فهي قدمت مفاوضات مدتها 5 سنوات للوصول إلى حل، إلا أن هذه المفاوضات امتدت إلى 30 سنة، وارتفع عدد المستوطنين في حين توقيع الاتفاقية من 250 ألف إلى 750 ألف مستوطن.


"لنقل أن الحرب انتهت - رغم أن بوادر ذلك غير مشجعة إطلاقًا - وتمت محاسبة نتنياهو على تقصيره فيما يتعلق بأحداث 7 أكتوبر، ما تسبب بصعود غانتس رئيسًا للوزراء... هل سيقبل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي؟، بالتأكيد لا... لنذهب للجانب الفلسطيني، هل أبو مازن اليوم يستطيع الإدعاء بأنه ممثل الشعب الفلسطيني، في وقتٍ تصل فيه نسبة الفلسطينيين الذين لا يريدونه تصل إلى 88%، لنذهب للانتخابات، لنقل أن هناك انتخابات ستفرز القيادة الفلسطينية الجديدة، من سيقبل بانتخابات فلسطينية؟، في هذه المرحلة أول الرافضين سيكون أبو مازن... موجز الكلام أن الحديث عن عملية تفاوضية تؤدي إلى إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية في ظل هذه الظروف حديث غير منطقي وبعيد للغاية، وسنبقى في هذه الدوامة لسنوات"، وفقًا للمعشر.


هذا وجرى نقاش موسع في مركز مسارات الأردنية بين الحاضرين حول طبيعة المرحلة المقبلة وما الذي سترسمه الانتخابات الأمريكية تجاه مستقبل الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية، وغزة.