غنيمات يكتب: ما الذي يشغلنا؟
غريبة تلك التعليقات التي زامنت تكليف الدكتور جعفر حسان بتشكيل الحكومة العشرين في عهد الملك عبد الله.
لم يكن استقبال خبر التكليف للدكتور حسان شبيهاً بما كان يتم مع كل من سبقه بتولي هذا الموقع.
الغرابة في المضمون الذي لم يحترم ويقدر الذوق العام، فكثير من التعليقات التي جاءت من الرجال قبل النساء، بدون مراعاة لأدنى معايير السلوك اللائق، لدرجة أن حالة طلاق وقعت نتيجة لذلك.
المستغرب أيضاً في انفصال جمهور التواصل الاجتماعي عن الواقع المحلي والإقليمي، إذ أغفلنا فجأة المشكلات الاقتصادية والفقر والبطالة وغيرها الكثير.
بعض الجمهور انشغل بالبحث في كتب التاريخ عن جذور عائلة الرئيس الجديد، ونسينا كل ما قلنا عن الكفاءة في التعيين والتي يمتلكها الدكتور حسان من ناحيتي التعليم والخبرة، كل هذا لم يحظَ بالاهتمام لتقييم قدرات الرجل على خوض غمار هذه المرحلة وتحمل مسؤوليتها، بل على العكس، تفوق كثيرون بالتفتيش عن أصله وفصله، رغم أن ذلك لن يؤثر في قدرته على الإنجاز في هذا الظرف الحساس والخطير.
بعد رصد ردود الفعل على تكليف الدكتور حسان، أظننا بحاجة إلى مراجعة ما وقع لنا وكيف وصلنا إلى هذه الدرجة.
هناك من يفسر السلوك بأنه تعبير عن إحباط شديد عند العامة، لذلك أزاحوا النظر عن المهم والخطير والتفتوا إلى السطحي منه.
مرة أخرى، نحن نفقد البوصلة ونمر بحالة من خلط المعايير والأولويات، وما أحوجنا إليها.
اليوم ولغايات المضي بنجاح المشروع الملكي للإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري، نحتاج إلى التفكير بطريقة مختلفة، والدعوات للرئيس الجديد بالنجاح في حمل ملفاته الثقيلة بالمناسبة، ولمن يعرف دولته يدرك تماماً أنه شخص جدي جداً ومجتهد.